جواد المصطفى
عادت حوادث الشغل لتكون محور النقاش في منطقة الجرف الأصفر بعد وفاة أحد عمال المناولة، “خالد رمعون”، جراء سقوط رافعة عليه في وحدة أيمافوس (EMAPHOS). هذا الحادث المأساوي يسلط الضوء مرة أخرى على المخاطر التي تواجه العمال في هذه المنطقة الصناعية.
في صباح يوم الثلاثاء22 أكتوبر 2024، تم نقل الضحية إلى مصحة خاصة عبر سيارة إسعاف تابعة للمجمع الشريف، لكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل. الحادث أثار استياءً واسعًا بين العمال والمواطنين، حيث تناولت نقابة الفوسفاطية الحادث لتسليط الضوء على الظروف العمل التي تفتقر إلى معايير السلامة.
أصدرت النقابة الوطنية للغوسفاط (SNP/UGTM) بيانًا رسميًا عبرت فيه عن قلقها من تكرار مثل هذه الحوادث. البيان اعتبر أن غياب إجراءات السلامة وتجاهل حقوق العمال يعكس فشلًا واضحًا من قبل الإدارات المعنية في حماية العامل. وأكدت النقابة أن هذا الحادث لن يكون الأخير ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية للإصلاح.
لاقى البيان النقابي تفاعلًا كبيرًا ، حيث عبر العديد من العمال عن تأييدهم للمطالب المتعلقة بتحسين بيئة العمل. كما زادت المجموعات الحقوقية من ضغطها على الشركات لتحمل مسؤولياتها في حماية العمال.
تتطلب الظروف الحالية اتخاذ تدابير عاجلة لضمان سلامة العمال. يشمل ذلك تحسين التدريب على استخدام المعدات الثقيلة، وتعزيز ثقافة السلامة في مواقع العمل، بالإضافة إلى إجراء تقييمات دورية للمخاطر.
في ظل هذا الوضع، تعتزم النقابة تنظيم اجتماع موسع مع كافة الأطراف المعنية في الأسبوع المقبل لمناقشة السبل الممكنة لتحسين ظروف العمل. كما سيتم العمل على إعداد خطة عمل شاملة تهدف إلى وضع معايير صارمة للسلامة في جميع وحدات العمل.
تعتبر حوادث الشغل في الجرف الأصفر بمثابة ناقوس خطر يدق حول ضرورة تحسين بيئة العمل. يتوجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة العمال وحمايتهم من أي مخاطر قد تهدد حياتهم. إن حماية الرأسمال البشري يجب أن تكون على رأس أولويات الشركات والإدارات المعنية لضمان مستقبل آمن ومستدام.
