ودّع المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة تصفيات الأفروباسكيت أنغولا 2025 من الباب الضيق، بعد سلسلة من الهزائم المتتالية التي وضعت مستقبل اللعبة في المغرب أمام تساؤلات خطيرة. لم يكن الإقصاء مجرد نتيجة رياضية سلبية، بل كان تتويجًا لفوضى تسييرية، وغياب رؤية واضحة، وتحضيرات عشوائية جعلت المنتخب الوطني يظهر بمستوى باهت في كل المباريات التي خاضها.
كرة السلة المغربية.. من رياضة النخبة إلى فوضى الانتهازيين
لطالما كانت كرة السلة في المغرب إحدى الرياضات التي تجذب النخبة وتتميز بجمهور خاص يقدّر قيمها الفنية والتكتيكية. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا مريعًا حولها من رياضة مؤطرة إلى ساحة للفوضى والانتهازيين. المحسوبية، ضعف التخطيط، وانعدام استراتيجية واضحة جعلت المنتخب الوطني يعيش واحدة من أسوأ مراحله، وهو ما انعكس على أدائه في تصفيات الأفروباسكيت.
عشر هزائم متتالية.. هل انتهت أحلام السلة المغربية؟
تعرض المنتخب الوطني لعشر هزائم متتالية، وهي سلسلة كارثية تعكس غياب التحضير الجدي والمقاربة الاحترافية. هذا الرقم الصادم يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل اللعبة في المغرب، وحول ما إن كانت هناك إرادة حقيقية لإصلاح الأوضاع أم أن كرة السلة الوطنية أصبحت مشروعًا خاسرًا لا يحظى بأي اهتمام من الجهات المسؤولة.
تصفيات الأفروباسكيت.. فضيحة رياضية بمدرجات فارغة
لم يكن الأداء الفني وحده هو المشكلة، بل زاد غياب الجمهور عن مباريات المنتخب من تعميق الأزمة. المدرجات الفارغة كانت صورة حقيقية لحالة القطيعة بين الجمهور والمنتخب، وهو مؤشر على فقدان الثقة في هذه الرياضة التي كانت يومًا ما تجذب عشاقها في مختلف المدن المغربية. غياب التواصل والتسويق، وضعف الأداء، كلها عوامل جعلت الجماهير تبتعد وتترك المنتخب يواجه مصيره وحيدًا.
منتخب بلا رؤية، إدارة بلا محاسبة.. فمن ينقذ كرة السلة؟
الهزائم المتتالية ليست مجرد إخفاق رياضي، بل هي نتيجة منطقية لسنوات من سوء التسيير وانعدام المحاسبة. الإدارة الحالية لكرة السلة المغربية أثبتت فشلها في وضع مشروع مستدام يمكن أن يعيد للمنتخب هيبته. غياب المحاسبة يجعل من هذه الأوضاع تستمر دون حلول، في ظل غياب إرادة حقيقية للإصلاح الجذري.
الرياضة في قبضة المصالح.. كيف دُمّرت كرة السلة المغربية؟
يبدو أن كرة السلة الوطنية أصبحت رهينة المصالح الضيقة لبعض المسؤولين، حيث أصبح تسييرها يتم بعقلية الارتجال بدل التخطيط. لا دعم للفئات الصغرى، لا تكوين حقيقي، لا رؤية مستقبلية، ولا مشروع واضح يعيد لهذه الرياضة بريقها. استمرار هذه العقلية سيجعل أي محاولة للنهوض بكرة السلة مجرد حلم بعيد المنال.
هزائم بالجملة وتحضيرات عشوائية.. إلى أين تسير كرة السلة الوطنية؟
التحضيرات التي سبقت هذه التصفيات كانت بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب، فالمباريات التحضيرية كانت شبه منعدمة، والاختيارات التكتيكية كانت عشوائية، ناهيك عن الغيابات والتخبط الذي طبع قائمة المنتخب. كيف يمكن أن ننتظر نتائج إيجابية من منتخب لم يُمنح الحد الأدنى من الاستعداد الجيد؟
السلة المغربية في العناية المركزة.. ولا طبيب لإنقاذها
كرة السلة المغربية تعيش اليوم أزمة حقيقية، أشبه بوضعية مريض في العناية المركزة دون وجود طبيب ينقذه. لا حلول واضحة، لا قرارات جريئة، ولا رؤية إصلاحية. إذا استمر هذا الوضع، فإن الحديث عن مستقبل مشرق لهذه الرياضة سيكون مجرد وهم.
عشر هزائم وغياب للمحاسبة.. من يجرؤ على قول الحقيقة؟
في ظل هذا السقوط الحر للمنتخب الوطني، يبقى السؤال الأهم: من يجرؤ على قول الحقيقة؟ هل سيتم الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية، أم أن الأمور ستستمر في نفس الاتجاه دون أي مساءلة أو محاسبة؟ السكوت عن هذه الوضعية هو مشاركة غير مباشرة في تدمير هذه الرياضة التي كانت يومًا من ركائز الرياضة المغربية.
بين ضعف التحضير وغياب الجمهور.. هل يعكس المنتخب واقع السلة المغربية؟
الإقصاء من تصفيات الأفروباسكيت لم يكن مفاجئًا، بل كان نتيجة طبيعية لوضع كرة السلة المغربية ككل. ضعف التحضير، غياب الجمهور، انعدام الدعم، وسوء التسيير كلها عوامل تفسر الانحدار السريع لهذه الرياضة. المشهد العام يبدو قاتمًا، لكن هل هناك من يملك الشجاعة لقيادة ثورة إصلاحية حقيقية تعيد كرة السلة المغربية إلى مكانتها؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الحقيقة


