افتتاح موسم الي يعزى يلنور ” مولاي بوعزة ” بإقليم خنيفرة

المهدي أبو العلا

في قلب جبال الأطلس المتوسط، وبين منعرجات التاريخ ونسائم الروحانية، انطلق الموسم السنوي للولي الصالح أبي يعزى بن يلنور، ” مولاي بوعزة ” معلنًا عن تجدد اللقاء بين الذاكرة الصوفية والواقع المعاصر. كان ذلك صباح الأربعاء 7 مايو 2025، بمركز مولاي بوعزة في ندوة علمية تحت عنوان: “التصوف المغربي.. ثابت ديني أصيل وإشعاع روحي وحضاري”، نظّمها المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، بتنسيق مع عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي والجماعة الترابية مولاي بوعزة.

افتتحت الندوة بحضور عامل إقليم خنيفرة، السيد محمد عادل أهوران مرفوقًا بوفد من الشخصيات المدنية و العسكرية إلى جانب ممثلين عن المجلس العلمي الأعلى وشخصيات محلية ووطنية، اجتمعت جميعها لتسليط الضوء على الأبعاد الروحية والإنسانية لهذا الموسم.

افتُتِح اللقاء بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت القارئ مراد العمري، إمام وخطيب مسجد بخنيفرة، ثم ألقى خالد الميموني، رئيس المجلس الجماعي لمولاي بوعزة، كلمة ترحيبية باسم ساكنة المنطقة، استحضر فيها عبق التراث الروحي والتاريخي لهذا المكان.

توالت بعد ذلك الكلمات التوجيهية لكل من:

الدكتور سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، الذي أكد على أهمية التصوف في ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية.

الدكتور المصطفى زمهني، رئيس المجلس العلمي الجهوي لبني ملال – خنيفرة، الذي تناول دور التربية الصوفية في تهذيب النفس وتزكيتها.

الدكتور عبد الرحيم مسكور، المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة بني ملال – خنيفرة، الذي أشار إلى الأبعاد الروحية والاجتماعية للتصوف.

الدكتور عباس أدعوش، رئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، الذي سلط الضوء على مكانة الصوفية في تشكيل الهوية الدينية المغربية.

وتضمنت الجلسة العلمية مداخلتين مميزتين:

1. “التربية الصوفية وأهميتها في تحقيق السعادة الإنسانية”، قدمها الدكتور المصطفى زمهني، مبرزًا فيها عمق الفلسفة الصوفية وأثرها في تهذيب السلوك.

2. “منهج أهل السلوك في التربية”، ألقاها الدكتور محمد ند عبدالله، رئيس المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح، حيث استعرض الأسس التربوية للسلوك الصوفي.

واختتمت الندوة بكلمة للدكتور محمد أوباعلا، عضو المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، الذي تلا ولاء البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، مشيدًا بمكانة أمير المؤمنين في قلوب المريدين.

لتختتم الفعالية بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين وكافة المسلمين، قدمه الدكتور حماد عماري، مرشد منسق بالمجلس العلمي المحلي لخنيفرة، ليكون هذا اللقاء الروحي تذكيرًا بقيم التصوف التي تسكن أعماق الوجدان المغربي.

هذا الموسم ليس فقط احتفاءً بتاريخ رجل عظيم، بل هو أيضًا رسالة حب وسلام تمتد عبر الزمن، تتجدد كل عام لتذكّر بالأصول العميقة للهوية الدينية والثقافية للمغرب

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *