أصبح شاطئ الصويرة، الذي يُعد من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، يثير مخاوف متزايدة لدى عدد من الزوار والعائلات، بفعل تصرفات طائشة يقوم بها بعض مالكي الخيول، الذين يعمدون إلى تنظيم سباقات عشوائية، دون أدنى احترام لسلامة المصطافين أو مراعاة لقواعد السلامة والوقاية.
وقد رصدت فعاليات مدنية ومواطنون اليوم، تدخلات لعناصر الأمن الإقليمي الذين يقومون بدوريات منتظمة على امتداد الشاطئ في مسعى لضمان الأمن العام وتنبيه المخالفين إلى خطورة هذه الممارسات، غير أن بعض أصحاب الخيول لا يلتزمون بالتوجيهات، ويواصلون التسابق بسرعة مفرطة، مستخدمين خيولًا قد تكون غير مروضة بشكل كافٍ، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة الزوار.
وسُجل أمس حادث خطير، حين فقد أحد المتسابقين السيطرة على حصانه ليسقط أرضًا، فيما انطلق الحصان نحو مقهى قريب على الشاطئ، متسببًا في حالة من الهلع والرعب في صفوف الزبائن، وهو مشهد يعيد إلى الأذهان واقعة سابقة كادت تودي بحياة طفلة صغيرة لولا تدخل العناية الإلهية.
هذه الحوادث المتكررة تطرح بإلحاح مسألة السلامة العمومية على الشاطئ، وتدفع إلى التساؤل عن مدى مراقبة وتنظيم الأنشطة المرتبطة بركوب الخيل، خاصة في فترات الذروة التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار.
وفي ظل هذا الوضع، وجّه عدد من الفاعلين الجمعويين نداءً عاجلًا إلى السلطات المحلية والأمنية، من أجل التدخل السريع واتخاذ الإجراءات الضرورية، سواء من خلال التوعية والتحسيس أو عبر فرض ضوابط صارمة لتنظيم هذا النوع من الأنشطة، بما يحفظ سلامة الجميع ويصون حقهم في الاستمتاع بالشاطئ دون خوف أو تهديد.
إن مدينة الصويرة، بما تتميز به من جمال طبيعي وهدوء، تستحق أن تبقى فضاءً آمناً ومفتوحًا للجميع، لا أن تُشوَّه صورتها بممارسات عشوائية قد تحول لحظة استجمام إلى مأساة لا تُحمد عقباها.


