في خطوة تعكس رغبة حقيقية في تجسيد المقاربة التشاركية على أرض الواقع، احتضن مقر الملحقة الإدارية الثالثة بمدينة تيفلت، صباح اليوم، لقاءً تواصليًا جمع بين باشا المدينة، مرفوقًا بقائد الملحقة، وعدد من ممثلي الجمعيات الفاعلة في النسيج المدني المحلي.
اللقاء، الذي لم يكن بروتوكوليًا فحسب، حمل في طياته نقاشًا مفتوحًا حول موضوع تحرير الملك العمومي، باعتباره أحد الملفات الشائكة التي ظلت تؤرق السلطات والمواطنين على حد سواء. وبحسب ما تمت مناقشته، فإن التدابير الأخيرة التي باشرتها السلطات ميدانيًا بدأت تُحدث فرقًا ملموسًا على مستوى تنظيم الفضاء العام وتحسين المشهد الحضري، مع الإشارة إلى التحديات المرتبطة بإعادة توجيه السلوكيات العامة نحو احترام المجال المشترك.
وخلال الجلسة، برزت نبرة جديدة في الخطاب الرسمي، تقوم على إشراك المجتمع المدني ليس فقط كعنصر مراقبة أو انتقاد، بل كشريك فعلي في رسم ملامح الحلول. الجمعيات الحاضرة، بدورها، أبدت استعدادًا كبيرًا للانخراط في هذا الورش، عبر حملات تحسيسية ميدانية، تعزز الوعي بأهمية احترام الملك العمومي، وتحفّز على تبني ثقافة قانونية جماعية.
اللقاء لم يُغفل البُعد الإنساني في معالجة الملف، إذ شدد المتدخلون على ضرورة تطبيق القوانين بحزم، دون المساس بكرامة المواطنين، لا سيما الفئات الهشة التي قد تجد نفسها معنية بشكل مباشر بقرارات التحرير.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق أوسع، يعكس توجّه السلطات المحلية نحو ترسيخ سياسة القرب وتكريس الحوار كآلية دائمة لتدبير الشأن المحلي، في انسجام تام مع تطلعات ساكنة المدينة لجعل تيفلت فضاءً حضريًا أنيقًا، منظمًا، ومتفاعلًا مع نبض مواطنيه
