في نداء مؤثر يجمع بين البعد الإنساني والوطني، وجهت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية رسالة استعطافية إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، بصفتها رئيسة مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، مناشدة تدخلًا عاجلًا ومنصفًا لفائدة عدد كبير من أسر الشهداء والمفقودين الذين قدّموا أعز ما يملكون فداء للوطن ووحدته الترابية.
وأكدت الجمعية في رسالتها أن فئة واسعة من الأرامل وأبناء الشهداء لا تزال تنتظر منذ سنوات تجسيد التعليمات الملكية السامية التي تنص على تخصيص السكن اللائق لهذه الشريحة، رغم وضوح المذكرات الرسمية في هذا الشأن، وعلى رأسها المذكرة المؤرخة في 10 ماي 2001، والتعليمات المؤكدة بتاريخ 25 يونيو 2021. وتنص هذه الأخيرة على تخصيص بقع أرضية بمساحة 80 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى تفويت مساكن عسكرية بشكل مجاني، لاسيما بمدينة تازة، وتسوية الوضعية القانونية للعديد من الأسر القاطنة منذ عقود بمساكن تابعة لإدارة الدفاع الوطني، منها حي الشهداء الذي ما زال في انتظار تسوية شاملة تحفظ كرامة قاطنيه.
ولم تُخف الجمعية قلقها الشديد من استمرار التأخير في تفعيل هذه التوجيهات، مؤكدة أن ذلك تسبب في ألم ومعاناة لعائلات تحملت أعباء التضحيات الوطنية، فيما بعض الأرامل وأبناء الشهداء توفوا دون أن يُحقق لهم الحد الأدنى من العيش الكريم، أو يتمكنوا من الاستقرار في سكن لائق، يليق بما قدّمه ذووهم من تضحيات.
وفي ذات السياق، وجّهت الجمعية نسخة من المراسلة إلى عدد من المسؤولين المعنيين، وفي مقدمتهم الجنرال دوكور دارمي محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية والرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين،ومدير وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية،بالاضافة الى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني،داعية إلى التجاوب الفوري مع مضامين التعليمات الملكية، وتفعيلها بشكل فعلي دون مزيد من التأخير.
وفي ختام بلاغها، عبّرت الجمعية عن ثقتها الكاملة في رعاية وإنسانية صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، مؤكدة أن أسر الشهداء ما زالت تنتظر التفاتة حازمة تنصفها وتعيد لها الاعتبار، وفاءً لدماء أبنائها التي روت تراب الوطن من أجل عزته ووحدته.


