تعيش جماعة سيدي يحيى زعير، التابعة لعمالة الصخيرات تمارة، على وقع توترات متزايدة بعد تفجر قضايا وتسجيل اختلالات في تدبير عدد من القطاعات الحيوية، في مقدمتها قطاعا التعمير والنظافة، ما دفع السلطات الأمنية والإدارية إلى فتح ملفات حساسة وتحريك المساطر في وجه مسؤولين منتخبين.
وفي هذا السياق، استمعت الفرقة الجهوية للدرك الملكي بالرباط إلى نائب الرئيس المكلف بقطاع قسم التعمير وكذلك موظف بنفس القطاع، على خلفية شبهات فساد تحوم حول تدبير التراخيص العمرانية، واتهامات بتوزيع “رخص استثنائية” خارج الضوابط القانونية، يُرجّح أنها استفاد منها مقربون من بعض المنتخبين، وهو ما جعل مصالح الداخلية تدخل على الخط لتقويم الوضع وضبط التجاوزات.
بالتوازي مع ذلك، توصل نائب رئيس الجماعة المفوض له قطاع النظافة باستفسار رسمي من عمالة الصخيرات تمارة، بخصوص سلسلة من الخروقات المسجلة في تدبير هذا القطاع، بعد تراكم شكايات المواطنين بسبب تفشي الأزبال والنفايات في أحياء تامسنا، في ظل عجز الشركة المفوض لها عن احترام بنود دفتر التحملات، دون أن يُبادر المسؤول إلى اتخاذ الإجراءات التأديبية أو القانونية في حقها.
وفي خطوة اعتبرها عدد من المراقبين هروبًا إلى الأمام وتملصًا من المسؤولية السياسية والأخلاقية، لوح نائب الرئيس المفوض له تتبع ومراقبة قطاع النظافة بتقديم إستقالته في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، وتحسين صورته استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، رغم أن مسؤوليته المباشرة عن الوضع البيئي المتردي لا تزال قائمة، حسب فعاليات مدنية طالبت بفتح تحقيق شفاف وربط المسؤولية بالمحاسبة خصوصا في ظل تدوال مجموعة من المعطيات حول شبهة الفساد.
ومن جهة أخرى، حلت الأسبوع الماضي لجنة من المجلس الجهوي للحسابات بالرباط بمقر جماعة سيدي يحيى زعير، حيث تباشر افتحاص ملفات التعمير والنظافة ، ولا تزال اللجنة تواصل عملها للأسبوع الثاني على التوالي، داخل جماعة تعيش على صفيح ساخن وسط تخوف كبير من مخرجات هذا الافتحاص.
وفي خضم هذا المشهد المتأزم، تُطرح علامات استفهام إضافية حول تدبير الموارد الطبيعية بالجماعة، خصوصًا أن سيدي يحيى زعير تُعد موطنًا لعدد من المقالع التي أثارت انتقادات واسعة بشأن تأثيرها البيئي على الساكنة المحلية، ومدى احترامها للشروط القانونية والتنظيمية، سواء من حيث الاستغلال أو إعادة التأهيل، وهو ما يفرض – وفق متتبعين – تدخلاً صارمًا من السلطات المختصة لضبط هذا القطاع الحساس الذي غالبًا ما يُحاط بالضبابية والريع.


