إقليم الخميسات.. ثروات وتهميش تنموي مستمر

كاتب الموقع

 

رغم الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به إقليم الخميسات، ورغم مرور أزيد من نصف قرن على إحداث عمالته سنة 1973، لا يزال الإقليم يعيش مظاهر تهميش تنموي، وتفاوتات مجالية عميقة تؤثر سلبا على واقع الساكنة اليومية، خاصة في ظل غياب دينامية اقتصادية حقيقية وفرص شغل كافية للشباب، وضعف القدرة الشرائية، وتدني مؤشرات التنمية في عدد من الحواضر والقرى.

ويُعدّ إقليم الخميسات من الأقاليم الغنية على مستوى الثروات الطبيعية والفلاحية، إذ يضم أراضي زراعية خصبة، ومجالات غابوية واسعة تحتضن جزءا كبيرا من غابة المعمورة، الأكبر على الصعيد الوطني، إضافة إلى توفره على مياه معدنية طبيعية ومناجم عالية المردودية مثل منجم الحمّام بآيت ميمون، إلى جانب تواجد معدن البوطاس بكميات كبيرة تضمن إنتاجا لأكثر من ثلاثة قرون.

كما يُسجل الإقليم مساهمة مهمة في إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء، والبيض، والحليب، والحبوب، والخضر والفواكه، والنباتات الطبية والعطرية، مما يجعله مؤهلاً ليكون قاطرة للتنمية الفلاحية.

ورغم هذه المؤهلات، لا يزال الإقليم يرزح تحت وطأة التهميش التنموي، وهو ما يستدعي تدارك هذا الوضع غير المقبول، لا سيما وأن مساحة الإقليم تعتبر من أكبر أقاليم الجهة ومن بين الأقاليم الشاسعة على الصعيد الوطني. ويُعدّ إدماج الخميسات ضمن البرامج الوطنية الكبرى، خاصة تلك المتعلقة بتنظيم مونديال 2030، فرصة حقيقية ينبغي اغتنامها لتأهيل البنيات التحتية وتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي مستدام، يرد الاعتبار لهذا الإقليم المقاوم، ويضع حدا لهدر الزمن التنموي.

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *