في مشهد يختزل العبث وسوء التدبير، تحوّلت المساحات الخضراء المحيطة بشاطئ “كازينو” الشهير بالهرهورة إلى أراضٍ قاحلة، بعدما عبث بها المصطافون والزوار القادمون من مختلف مدن الجوار.
رغم المجهودات التي بذلتها الدولة، والاستثمارات التي خُصصت لتأهيل المنطقة وضمان جاذبيتها السياحية، إلا أن سلوكيات عدد من المواطنين، وغياب المراقبة الصارمة من طرف الجهات المختصة، نسفت كل تلك الجهود.
وعوض أن تتحول هذه الفضاءات إلى متنفسات عائلية تحترم بيئتها، أضحت مقامات عشوائية للجلوس والأكل والنوم، دون أي وازع بيئي أو احترام للملك الجماعي ،كما ساهم الصمت غير المفهوم من قبل جماعة الهرهورة والسلطات المحلية من باشا وقائدة في تفاقم هذا الوضع، حيث لم تُسجَّل أي تحركات جادة لحماية المساحات الخضراء، ولو عبر خطوات بسيطة مثل وضع لافتات توجيهية، أو تشغيل عمال عرضيين لتأمين المكان وتوعية الزوار.
هذا وتعاني الهرهورة هذه الأيام ضغطاً هائلاً بسبب الإقبال الكبير للزوار من سلا والرباط وتمارة والصخيرات، لكن بدل أن تتحرك الجماعة لمواكبة هذا الزخم الصيفي، اختارت الغياب واللامبالاة، ما أدى إلى فوضى عارمة، انعكست على نظافة الشاطئ وتنظيمه، بل وحتى على الأمن العام ، حيث في قلب هذه الفوضى، تطفو على السطح ملفات أخرى لا تقل خطورة، مثل فضيحة المراحيض العمومية التي تحولت إلى بؤر للأوساخ والتلوث البيئي، وسط غياب الصيانة والمراقبة، إضافة إلى تساؤلات مشروعة أطلقتها فعاليات مدنية بشأن صفقة تدبير مرائب السيارات، والتي تشوبها شبهات في غياب الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتطالب أصوات جمعوية بضرورة فتح تحقيق عاجل حول تدبير جماعة الهرهورة، التي تغرق في سوء التنظيم، وتُتهم بإقصاء المجتمع المدني ورفض المقاربة التشاركية، مقابل تغليب مصالح ضيقة أضرت بصورة واحدة من أجمل الجماعات الساحلية بالمغرب، وحوّلتها إلى نموذج للفوضى والارتجال.

الهرهورة… حينما يتحول الشاطئ الأخضر إلى خراب تحت أعين السلطات
مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات


