طالب معاشو” يروي معاناته مع تغيّر المقررات المدرسية: “كان بإمكاني توفير الكتب واليوم لم أعد أستطيع”

المهدي أبو العلا

هيلان

مع بداية كل موسم دراسي، تتجدد معاناة عدد كبير من الأسر المغربية ذات الدخل المحدود، خاصة تلك التي تعتمد على العمل اليومي كمصدر وحيد للعيش، من بين هؤلاء، السيد أحمد، رجل خمسيني، يشتغل “مياومًا” في الصويرة، يصف الدخول المدرسي هذه السنة بـ”الكابوس الحقيقي”.

يقول السيد أحمد، وهو أب لثلاثة أبناء في مستويات دراسية مختلفة:

“زمان، كانت الأمور أهون عندي ثلاثة وليدات، كل واحد كيقرا فمستوى، الكبير يسلم كتبه للي بعدو، والصغير ياخذ كتب ختو الكبيرة، كنا نتصرف، وحتى مع ضيق الحال كنا نقدروا ندبّروا راسنا، ولكن دابا ما بقات حتى حيلة ولا وسيلة.”

ويتابع بحسرة واضحة: “الوزارة كل عام تبدل المقررات، لاش؟ علاش؟ واش ما كيعرفوش أن ناس بحالي ما عندهمش باش يشريوا كتب جديدة كل عام؟ أنا خدام على قد الحال، طالب معاشو، وهاد التغيير المتواصل ديال الكتب زاد عقد الوضع علينا.”

غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية زاد الطين بلّة، حيث يجد “سي أحمد” نفسه عاجزًا عن توفير الأساسيات لأبنائه، في ظل واقع اقتصادي صعب، لا يرحم محدودي الدخل.

في نظر هذا الأب، لم يكن تغيير المقررات حاجة ملحّة كل سنة، بقدر ما أصبح عبئًا إضافيًا يتحمله الآباء، دون أي دعم موازٍ من الجهات المعنية.

ومع موجة الغلاء، زادت تكاليف الأدوات والكتب، في وقت لا يتعدى فيه الدعم المخصص للأسر المعوزة 200 درهم للتلميذ، مبلغ لا يكفي حتى لشراء أغلفة الدفاتر، فما بالك بباقي اللوازم !!!؟؟؟؟

اوا ذبا كيفاش غادي نوفروا الحق فالتعليم، والأسرة ما قادراش حتى تشري كتاب واحد بثمنه الكامل؟

“خاص المسؤولين يعرفوا أن التعليم ماشي تجارة، وخاصهم يرحموا هاد العائلات اللي كتبغي تعلم ولادها ولكن اليد قصيرة وباغين غير فرصة باش يوقفوا وليداتهم على رجليهم.”

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *