قاد حادث بسيط على الطريق السريع بين الرباط وسلا إلى سقوط واحدة من أخطر العصابات التي روعت شوارع الرباط وتمارة وسلا بعمليات سرقة سيارات واحتجاز ضحايا تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
القصة تعود لسنة 2023، حين توصلت مصالح الدرك والأمن بشكايات متطابقة ،رجل وفتاة يمتطيان سيارة، يستدرجان الضحايا ويتظاهرَان بطلب المساعدة قبل الانقضاض عليهم وسرقة سياراتهم وممتلكاتهم.
تحريات الأجهزة الأمنية قادت إلى تحديد هوية المتهم الرئيسي وطبيعة السيارة المستعملة، ليتبين أن الفتاة التي ترافقه كانت “طُعماً” يستعمله لاستدراج الضحايا، وبعد مراقبة دامت أياماً بحي القامرة بالرباط، رُصد المتهم وهو يتزود بالكوكايين من أحد التجار، قبل أن ينطلق بسرعة جنونية نحو سلا.
وبسبب أمطار خفيفة، انزلقت السيارة وانقلبت مرات عدة، ليحاول العشيقان الهرب إلى الغابة المجاورة لكن فريق البحث تمكن من إيقافهما بعد مطاردة قصيرة على الأقدام.
وفي سياق متصل ،ضحايا متعددون تعرفوا بسهولة على المتورطين، من بينهم سائق تاكسي تمت سرقته بعد استدراجه إلى منطقة خالية، وموظفة سُلبت سيارتها بعدما دفعتها المشتبه فيها للتوقف بحجة فقدان محفظتها.
وأكدت خبرات الشرطة العلمية تطابق بصمات العشيقين مع آثار وجدت داخل سيارات مسروقة، لتتضح تفاصيل شبكة كانت تستعمل السيارات المختطفة في تنفيذ عمليات أخرى، تشمل السرقة بالعنف، الاختطاف والاحتجاز.
وبعد تقديمهما على أنظار قاضي التحقيق باستئنافية الرباط، واعترافهما التفصيلي بالمنسوب إليهما، تمت متابعتهما بتهم ثقيلة منها تكوين عصابة إجرامية، السرقة الموصوفة، الاختطاف، الاحتجاز، والتهديد بالسلاح الأبيض وفق الفصول 293 و294 و436
و507 و509 من القانون الجنائي.
وجدير بالذكر أن سرية الدرك الملكي بعين عتيق لعبت دوراً محورياً في فك لغز هذه العصابة، إذ كانت أول جهة تتوصل بسلسلة الشكايات المتطابقة، ما ساهم في تجميع خيوط القضية وتحديد هوية المشتبه فيهم. كما قامت عناصر السرية بتحريات ميدانية دقيقة مكّنت من رصد السيارة المستعملة في الجرائم، قبل التنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية بالرباط وسلا لتتبع المتهمين والإطاحة بهم في عملية ناجحة.


