في تطور مثير يعيد إلى الواجهة النقاش المحتدم حول احترام القانون في تدبير الشأن الترابي، فجر المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام قضية جديدة تنذر بإشعال جدل واسع داخل عمالة وزان، بعد أن وجه مراسلة رسمية إلى وزير الداخلية يطالبه فيها بفتح تحقيق مستعجل ومحايد في ما وصفه بـ “شبهة الشطط في استعمال السلطة ومحاولة نزع ملك بطرق غير قانونية”.
القضية، التي بدأ خيطها من طلب مؤازرة تقدم به المواطن ح.ع، تتعلق ــ وفق مضمون الشكاية التي رفعها للمرصد ــ بما يعتبره “معاملة حاطة بالكرامة” و”حكرة”، وينسب فيها لمسؤولين ترابيين، هما رئيس دائرة مقريصات و قائد قيادة بريكشة، محاولة فتح طريق داخل عقار يؤكد أنه ملك خاص له، «دون أي مسطرة قانونية ودون قرار إداري» على حد ما جاء في ملفه.
العقار المعني يقع عند النقطة الكيلومترية 5 من الطريق بين شفشاون ووزان (منطقة الدردر). وقد أرفق المشتكي ملفه بعدة وثائق يعتبرها أدلة على الملكية، ووضعها رهن إشارة وزارة الداخلية، في انتظار التأكد من صحتها عبر القنوات الرسمية.
المرصد الوطني لم يكتف بنقل التظلم، بل صاغ مراسلة وصفت بالقوية اللهجة، طرحت أسئلة اعتبرها “مشروعة وملحة”، أبرزها:
«ما الذي يبرر الإصرار على فتح طريق عشوائية داخل ملك خاص خارج الإطار القانوني؟ ومن المستفيد من هذا التدخل؟»
أسئلة تزيد من الغموض المحيط بالملف، وتدفع نحو المطالبة بتدقيق الحقائق، خصوصا وأن المنطقة معروفة بهدوئها، ولا تعرف عادة حوادث بهذا الحجم.
عبد المغيث لمعمري، رئيس المرصد، قال إن لجوء المواطن إليهم يعكس ثقته في دور المجتمع المدني الرقابي، مؤكدا أن الحسم يبقى بيد وزارة الداخلية عبر فتح تحقيق رسمي يكشف إن كانت الإجراءات المعتمدة قانونية أم انطوت على أي تجاوز محتمل.

ويطالب المرصد وزارة الداخلية بما يلي:
أولا : فتح تحقيق مستعجل ومحايد
ثانيا : التأكد من قانونية الإجراءات المتخذة
ثالثا : ترتيب الجزاءات في حالة ثبوت أي خرق قانوني.
شارع وزان يترقب… والأنظار تتجه نحو الداخلية
القضية، رغم كونها ما تزال في طور الادعاءات والتدقيق، أصبحت حديث الرأي العام المحلي، لأنها تمس حقا دستوريا (حق الملكية) من جهة، وتضع سلوك مسؤولين ترابيين تحت المجهر من جهة أخرى.
الجميع الآن يطرح السؤال نفسه:
هل ستأمر وزارة الداخلية بفتح تحقيق رسمي؟ وهل ستكشف حقيقة ما جرى في منطقة الدردر؟
ما يبدو مؤكدا أن هذا الملف لن يطوى بالصمت، وأن الأيام المقبلة قد تحمل تطورات غير متوقعة داخل إقليم وزان… فالقضية لتوّها بدأت.


