“العكر (أحمر الشفاه) على الخنونة (مخاط الأنف)” ، هكذا وصفت بعض الفعاليات والمواطنين الاستعدادات التي يجريها مسئولو عمالة الصخيرات في آخر لحظة قبيل زيارة الملك، بغية إعطاء صورة جيدة عن عملهم أمام ملك البلاد ، حيث من المرتقب أن يحل عاهل البلاد خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار زيارة رسمية لتدشين بعض المشاريع من بينها مدينة المهن والكفاءات.

وتشهد مدينتي تامسنا وتمارة حركية دؤوبة لتزيين شوارعهما من خلال ترسيم وصباغة الطرقات الرئيسية والأرصفة، وتأمين الممر الملكي بالأعلام الوطنية التي ظهرت بعدد من الشوارع والأحياء، بالإضافة إلى مجموعة من الإصلاحات السريعة التي سرعان ما تنتهي بعد نهاية الزيارة الملكية .

ورغم أن الخطوة ، تدخل في إطار برتكول الزيارات الملكية المعتادة ، إلا أن تخوف المسئولين من الغضبة الملكية ، يدفع المواطنين والمواطنات الى فقدان الثقة في القائمين على تسيير شؤون مدينتي تمارة وتامسنا اللتان تعيشان على وقع التهميش والفساد بإهدار المال العام في المهرجانات في الوقت الذي تنتشر فيه النفايات المنزلية بشكل كبير في الشوارع المهترئة بالحفر ، الأمر الذي يستدعي من القائمين على إعداد التقارير إيصال المعلومة بطريقة صحيحة لملك البلاد بدل إظهار مساحيق التجميل الموسمية التي تكون دليلا في نظر المواطنين والمتتبعين على أن الملك سيزور مدينتهم.

وفي سياق فضائح عمالة الصخيرات تمارة ، فإن المئات من المواطنين والمواطنات من ساكنة دور الصفيح شردتهم السلطة المحلية بهدم منازلهم الصفيحية ، بالإضافة إلى إقصاء العشرات من الأسر التي رغم إحتجاجها وخروجها إعلاميا لم تكلف السلطات الإقليمية نفسها عناء فتح تحقيق في ما يروج حول خروقات ملف إعادة ايواء دور الصفيح الذي يدفع ثمنه مجموعة من الشباب من مدينة الصخيرات القابعين بالسجن المحلي العرجات …

ورغم أن وزارة الداخلية أصدرت قرارا بتوقيف عامل إقليم الصخيرات تمارة السابق بسبب خروقات في التعمير وملفات الفساد ، لا يزال بعض المتورط فيها لم تطلهم يد العزل أو التوقيف ، في الوقت الذي يراهن فيه البعض على الزيارة الملكية من أجل إيهام أنفسهم والرأي العام المحلي والوطني أن مسار الإصلاحات التي يعرفها الإقليم خالية من الاعطاب التي تعيشها المجالس الجماعية بمشاكل كبيرة وفراغا ، بالإضافة إلى الصراعات السياسية دون نسيان استحواذ أحد الشركات على صفقات النظافة بعدد من الجماعات التابعة للإقليم وعدم محاسبتها من طرف المجالس على تردي خدماتها وإغراقها للجماعات في النفايات المنزلية بشكل مخجل .

ووصف بعض المتتبعين للشأن المحلي بعمالة الصخيرات تمارة ، استعدادات جماعتي تمارة و تامسنا بـ”الكاميرا الخفية” التي ينجزها “مخرجون سينمائيون رديئون لتصوير منجزاتهم بنجاح أمام الملك لتجنب المحاسبة بعد انفضاح أمرهم وبحثهم عن المصالح الشخصية بدل خدمة الساكنة التي ضاقت ذرعا من العشوائية وغياب أي رؤية استراتيجية للإقلاع بالمدينتين الى أنوار العاصمة الرباط ..

ويتساءل الرأي العام المحلي والوطني عن سبب زيف الإصلاحات الموسمية التي يقوم بها المسئولون لتزيين صورتهم أمام ملك البلاد ، كلما تقررت زيارة نهضوا من سباتهم ليوقدوا أضواء الشوارع، وليبلطوا إسفلتها المتآكل، وليفتحوا الأنفاق، ولينبتوا النخيل على الأرصفة ، إلا أن هذا «الماكياج» للاسف الشديد لا يهم إلا الشوارع والممرات الرئيسية في حين تظل الهوامش والمعابر الضيقة والأحياء الشعبية غارقة في سبات عميق ومحاطة بحواجز حديدية…



