السردين بـ 5 دراهم.. “عبدو” يفضح السماسرة ويزعج لوبي “الذهب الأزرق”

المهدي أبو العلا

في مشهد لا يحدث إلا في الأفلام الكوميدية، ظهر شاب مراكشي يدعى “عبدالإله” أو كما يناديه أصدقاؤه بـ”عبدو”، ليصدم الوسط التجاري بأسعار أسماكه التي تبدو وكأنها جاءت من حقبة زمنية سابقة، حيث يعرض السردين بسعر لا يتجاوز 7 دراهم، في مدينة تبعد عن البحر بمئات الكيلومترات، بينما يباع في المدن الساحلية بأسعار تجعلك تظن أن السمك أصبح من الكماليات الفاخرة.

وبينما كان المواطنون يصفقون لهذا “البطل الشعبي”، كانت لوبيات تجارة السمك تضع أيديها على قلوبها، كيف لا، وقد فضح “عبدو” لعبتهم القذرة التي جعلت من سمك الفقراء سلعة للمضاربة ووسيلة لملء الجيوب؟ لقد تبين أن الأسعار الملتهبة ليست قدراً محتوماً، بل مجرد خدعة تجارية أبطالها سماسرة يتعاملون مع السوق وكأنه مزاد علني لا يخضع لأي منطق.

أما المفاجأة الكبرى، فهي أن “عبدو” لا يخجل من كشف أرباحه، معلناً أن هامش ربحه لا يتعدى درهمين في الكيلوغرام، وكأنما يوجه صفعة مدوية لمن يدّعون أن “الغلاء سببه الظروف العالمية”، بينما الحقيقة أن الظروف الوحيدة التي يعرفها هؤلاء هي ظروف جيوبهم التي لا تمتلئ أبداً.

وبطريقة غير مباشرة، لقّن هذا الشاب درساً مجانياً للحكومة، مفاده أن الحل ليس في الوعود والشعارات، بل في كبح جماح المضاربين ومراقبة الأسواق بجدية، حتى لا يظل المواطن المغربي مجبراً على التعامل مع “مافيا الأسعار”، التي حولت أبسط حقوقه إلى امتياز لا يناله إلا من يدفع الثمن مضاعفاً.

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *