الرابور طوطو وتفاهة المشهد الفني المغربي: بين حرية التعبير وانحدار الذوق العام في السنوات الأخيرة،

المهدي أبو العلا

الحاج بلعربي

أصبح اسم الرابور المغربي “طوطو” حديث الأوساط الفنية والجماهيرية، ليس فقط بسبب النجاح الكبير الذي حققه داخل المغرب وخارجه، بل أيضاً بسبب الجدل المرافق لمسيرته، سواء من حيث كلمات أغانيه، أو سلوكياته وتصريحاته في الإعلام.

طوطو، واسمه الحقيقي توفيق حازب، يُعد اليوم من أبرز وجوه الراب المغربي، بل وضمن قائمة الفنانين العرب الأكثر استماعاً على منصات الموسيقى الرقمية. إلا أن شهرته لم تخلُ من الانتقادات، حيث يُتهم الفنان بتمجيد المخدرات والترويج للكحول، فضلاً عن استعماله المتكرر للألفاظ النابية، ما أثار غضب العديد من المتابعين الذين يعتبرون أن ما يقدمه لا يمت للفن بصلة، بل يكرس التفاهة والانحلال الأخلاقي.

تفاهة المشهد الفني المغربي: أزمة ذوق أم تحوّل اجتماعي؟

لا ينكر أحد أن جزءاً مهماً من المشهد الفني المغربي يعاني اليوم من تفاهة واضحة، حيث تتسابق العديد من الأسماء على إثارة الجدل واستفزاز المتابعين من أجل الظفر بنسب مشاهدات عالية، دون أي اعتبار لقيم الفن أو رسالته التوعوية والثقافية.

وباتت منصات التواصل الاجتماعي تفرز بين ليلة وضحاها “نجوماً” يقدمون محتوى فارغاً ومثيراً للجدل، في وقت يتم فيه تهميش الفنانين الحقيقيين وأصحاب الرسائل الجادة.

بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية

يرى المدافعون عن طوطو أن ما يقدمه يدخل ضمن حرية التعبير، معتبرين أن الفن يجب أن يعكس الواقع كما هو، بكل تناقضاته، مؤكدين أن الراب، منذ نشأته، كان دائماً صوت الفئات المهمشة والغاضبة.

لكن في المقابل، يؤكد المنتقدون أن هناك فرقاً بين حرية التعبير والانزلاق نحو التطبيع مع التفاهة والإسفاف، محذرين من تأثير هذا النوع من “الفن” على فئات الشباب والمراهقين، خاصة في ظل ضعف الوعي الفني والثقافي.

في النهاية، تبقى مسؤولية الذوق العام مشتركة بين الفنان والجمهور، إذ أن الفنان يعكس في جزء منه صورة المجتمع، والجمهور يحدد من خلال تفاعله وترجيحه لأي نوع من الفن، ملامح المشهد الفني العام.

السؤال العريض الذي يطرحه هذا الواقع: هل نحن أمام أزمة فنية فعلاً، أم مجرد انعكاس صادق لتحولات اجتماعية وثقافية أعمق

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *