في عملية نوعية، وجهت الفرقة الحضرية للشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الخامسة بالرباط، ضربة قوية لعصابة إجرامية متخصصة في ترويج الأقراص الطبية المخدرة والمخدرات، تنشط بشكل منظم بين مدن تمارة والصخيرات والرباط.
وجاءت هذه العملية الأمنية، التي نُفذت منتصف الأسبوع الماضي، بعد سلسلة من التحريات المكثفة، حيث داهمت عناصر الشرطة منزلاً بحي الشرطة في منطقة الرياض بالعاصمة، ما أسفر عن توقيف شخصين بحوزتهما كلاب شرسة وأسلحة بيضاء، إضافة إلى كمية من مخدر الشيرا والأقراص المهلوسة.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المزود الرئيسي للموقوفين يقيم في أحد الأحياء الشعبية بمدينة تمارة، حيث انتقل فريق الأبحاث إلى عين المكان، وتم إيقاف المعني بالأمر، الذي ضُبطت بحوزته كمية كبيرة من الأقراص المهلوسة تجاوزت 500 قرص.
وبتعميق البحث، اعترف المزود بأنه يتعامل مع بارون مخدرات يقطن بمنطقة الصخيرات، ليقوم الفريق الأمني بمداهمة مقر إقامته، حيث أسفرت العملية عن اعتقاله وضبط 40 شهادة طبية موقعة على بياض، منسوبة لطبيبة تزاول مهامها بمدينة الدار البيضاء.
هذا الاكتشاف الخطير دفع النيابة العامة إلى استدعاء الطبيبة المعنية، التي نفت بشكل قاطع علاقتها بالقضية، مؤكدة أنها ضحية انتحال وتزوير. وأشارت إلى أن المعنيين قد يكونون استغلوا إحدى شهاداتها الأصلية، وعمدوا إلى نسخها باستخدام ماسح ضوئي (سكانير)، لاستعمالها بشكل غير قانوني في اقتناء الأقراص من صيدليات مختلفة، تمهيداً لإعادة بيعها في السوق السوداء.
وأكدت التحقيقات أن بارون الصخيرات كان يستعمل تلك الشهادات بأسماء وهمية، ويقوم بتوزيع الأقراص المخدرة على شبكة من المروجين الصغار بين تمارة والصخيرات، بأساليب تضمن له التمويه وتفادي الملاحقة.
وتمت إحالة المتهمين الأربعة على أنظار النيابة العامة، التي قررت إيداعهم بالسجن المحلي العرجات 2 بسلا، ومتابعتهم بتهم ثقيلة تتعلق بـ: تكوين عصابة إجرامية، والاتجار في المخدرات، وتزوير وثائق طبية، وحيازة أسلحة بيضاء، وتعريض سلامة الأشخاص والممتلكات للخطر.
وتأتي هذه العملية في سياق الاستراتيجية الأمنية المستمرة لمحاربة شبكات ترويج المخدرات والأقراص المهلوسة التي تهدد أمن واستقرار أحياء عدة بمدن تمارة والصخيرات والرباط، خاصة في أوساط الشباب.


