شهدِت، أشغال دورة شتنبر للمجلس الإقليمي بالخميسات، نقاشاً ساخناً بعدما عبّر عدد من الأعضاء عن استيائهم من إقصاء بعض الجماعات الترابية من مشروع صيانة 50 كيلومتراً من المسالك القروية، الذي يستهدف 24 جماعة بالإقليم.
وخلال مناقشة هذه النقطة، وجّه أحد أعضاء الأغلبية انتقادات لاذعة للطريقة التي تم بها إعداد لائحة الجماعات المستفيدة والمعايير التي اعتُمدت في الانتقاء، معتبراً أن الأمر يفتقر إلى مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة المجالية. وأبرز المتحدث أن جماعة بوقشمير، التي تُصنف ضمن المناطق الجبلية الفقيرة وتعاني ساكنتها من العزلة، كان من الأجدر أن تكون ضمن الأولويات في الاستفادة من مثل هذه المشاريع التنموية.
من جانبه، صرّح عضو من المعارضة بأن المجلس “انتقل إلى السرعة النهائية دون أن يحقق المنتظر منه”، مؤكداً أن الولاية الحالية أوشكت على الانتهاء دون أن يلمس المواطنون تغييراً ملموساً على أرض الواقع، مضيفاً أن “العودة إلى الساكنة خاليي الوفاض” ستكون حصيلة مُحبطة، خاصة مع استبعاد جماعة بوقشمير التي تظل في أمسّ الحاجة إلى فك العزلة.
ويأتي هذا النقاش بعد أيام قليلة من الاجتماع الذي ترأسه عامل إقليم الخميسات مع رؤساء الجماعات المحلية، والذي أكّد فيه أن الجماعات الجبلية التابعة لدائرة أولماس لازالت تواجه صعوبات كبيرة في الولوج إلى الخدمات الأساسية، سواء في الصحة أو التعليم أو البنية الطرقية. وهو نفس ما خلصت إليه الدراسة الميدانية التي أنجزتها مؤسسة تاركا المنتدبة من طرف وزارة الداخلية، والتي كشفت حجم الخصاص التنموي بالمنطقة.
في السياق ذاته، كان والي جهة الرباط – سلا – القنيطرة، بصفته رئيس اللجنة الجهوية للتنمية البشرية، قد شدّد في اجتماع سابق على ضرورة الارتقاء بجماعة بوقشمير إلى مستوى باقي الجماعات، على اعتبار أن مؤشرات التنمية بها يهيمن عليها اللون الأحمد الداكن (درجات الهشاشة القصوى).
جدير بالذكر أن برنامج تهيئة وصيانة 50 كلم من المسالك القروية بإقليم الخميسات رُصد له غلاف مالي يقدر ب 50 مليون درهم، وخلف انتقادات كبيرة بسبب اقصاء جماعات ذات أولوية.


