في مشهد استثنائي أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، اختار الأمير هشام العلوي، ابن عم جلالة الملك محمد السادس، أن يوجّه رسالة قوية في الاحترام للمؤسسات والدفاع عن الكرامة، وذلك عبر لجوئه إلى القضاء لإنصافه بعد تصريحات نشرت على منصة “يوتيوب” اعتبرها مسّاً بشرفه واعتباره.
هذا الموقف لم يكن مجرد قضية شخصية، بل شكل درساً وطنياً بليغاً في السلوك المدني الراقي، وأكد على مجموعة من القيم الأساسية:
✅ أولاً: أن حرية التعبير حق دستوري مقدس، لكنها ليست ترخيصاً للإساءة أو التشهير، بل مسؤولية أخلاقية وقانونية.
✅ ثانياً: أن القضاء هو الإطار الشرعي والوحيد لحسم النزاعات، بعيداً عن لغة الضجيج الافتراضي أو المزايدات الإعلامية.
✅ ثالثاً: أن الدولة والقانون فوق الجميع، وأن الكرامة تُصان بالعدالة، لا بالشائعات.
الأمير هشام، وهو واحد من أفراد العائلة الملكية، قدّم مثالاً عملياً على المساواة أمام القانون، مؤكداً أن كل مواطن، مهما كانت مكانته، يمكن أن يلجأ إلى القضاء للدفاع عن حقه.
كما شدد الأمير على إيمانه العميق بحرية الرأي والتعدد والانفتاح، شريطة أن تُمارس هذه الحريات في إطار الاحترام والمسؤولية.
قضية اليوم هي أكثر من مجرد نزاع قضائي، إنها فرصة لكل المغاربة من أجل الارتقاء بالنقاش العمومي، وإثبات أن الوطن أكبر من أي خلاف، وأن الكرامة تُصان بالمؤسسات لا بالمزايدات.
🕊️ دعونا نترك القضاء يقوم بدوره بكل استقلالية، ونرفع سقف النقاش إلى مستوى الوطنية، الاحترام المتبادل، والمسؤولية الجماعية


