كارثة بيئية بسماء عين عتيق.. من يحمي معمل إسمنت تمارة؟

صحيفة بلوس
صحيفة بلوس - مدير الموقع

تعيش جماعة عين عتيق بإقليم الصخيرات تمارة على وقع كارثة بيئية خطيرة، بعدما غطى الغبار الكثيف المنبعث من معمل إسمنت تمارة سماء المنطقة، في مشهد يختصر الإهمال البيئي وتواطؤ بعض الجهات التي تغضّ الطرف عن هذا الخطر المحدق بصحة المواطنين.

وفي صورة حديثة توصلت بها الجريدة تُظهر سحباً حمراء كثيفة تغطي سماء المعمل، وسط صمت مطبق من المسؤولين المحليين وهو ما يطرح علامة استفهام رغم أننا تطرقنا للموضوع إلا أنه  لا شئ تغيير ولا يزال الوضع الكارثي مستمراً.

ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على استحواذ مجموعة Ciments du Maroc على شركة Asment Témara، إلا أن الأوضاع لم تتغير، بل ازدادت سوءاً، في ظل استمرار المصنع في أنشطته الصناعية الثقيلة دون احترام للمعايير البيئية أو أي التزام بالمسؤولية الاجتماعية تجاه السكان المتضررين الذين أصبحوا يختنقون من الغبار والانبعاثات الملوثة التي تتسلل إلى البيوت، مسببة أمراضاً تنفسية خصوصاً للأطفال وكبار السن، بينما لا يتوقف ضجيج الشاحنات والآليات الثقيلة على مدار اليوم، مما جعل العيش في محيط المصنع أمراً شبه مستحيل.

ويؤكد سكان الاقامات المجاورة للمعمل أن حركة الشاحنات الضخمة التابعة للمصنع تسببت في تدمير جزء كبير من البنية التحتية المحلية، من طرق متهالكة ومسارات مغبرة، دون أي تدخل يُذكر من الجهات المسؤولة أو الشركة المعنية.

الأخطر من ذلك، أن عدداً من الشركات العقارية تواصل بيع عقارات بالمنطقة عبر ترويج وعود كاذبة للمشترين بأن المعمل سيتم ترحيله قريباً، في حين تؤكد المعطيات أن نشاطه مستمر بشكل عادي، وأن الحديث عن ترحيله لا يتجاوز حملات تسويقية مضللة.

ويبقى السؤال المطروح بإلحاح ؛من يحمي معمل إسمنت تمارة؟ ولماذا هذا الصمت المريب أمام كارثة بيئية وصحية تتفاقم يوماً بعد يوم، في وقت يُفترض فيه أن تكون حماية المواطن والبيئة أولوية لا تُساوم؟

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *