رشيد لكفيفي يكتُب.. “النصر لمَن انتصر لقضيته..”

كاتب الموقع

 

على امتداد خمسين سنة من التضحيات والصبر الطويل، والإيمان الراسخ بعدالة القضية، يحق لنا اليوم أن نرفع رؤوسنا عالياً، وأن نردد بأعلى الأصوات: وطن لم ينهزم وأمة أعطت الدروس للعالم في التحمل والثبات، لقضية أرادوها استنزافاً، فجعلها مقوماً من مقومات الائتلاف الوطني، ومنبعاً للفخر والاعتزاز.

لقد راهن “جار السوء” طوال هذه العقود على خلق الفتنة، فقطع العلاقات، وغلق الحدود البرية والجوية، وآوى ودعم جماعة انفصالية، لا لشيء إلا لزعزعة استقرار أمة ضاربة في أعماق التاريخ. لكن إرادة الشعوب أقوى من كل الدسائس، وصبر الأمم العريقة يدحض كل المؤامرات.

و هكذا كان فبقرار تاريخي آذن بغروب شمس الانفصال إلى غير رجعة في خطوة تاريخية غير مسبوقة، صوت مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة ب 11 صوتاً على قرار هو تحول نوعي في مسار نزاع عمّر لخمسة عقود. حيث أرسى مجلس الامن الدولي دعائم الحل الوحيد الواقعي والعادل: مقترح الحكم الذاتي المغربي تحت السيادة الوطنية.

قرار لم يأت من فراغ، بل تتويج لمسار دبلوماسي طويل وحكيم، قاده العاهل المغربي الملك محمد السادس، فنجح من خلاله في ترسيخ المقاربة المغربية على الساحة الدولية، وكسب ثقة القوى الكبرى المؤثرة، وإقناعها بعدالة و وجاهة القضية.

لقد أصبح مخطط الحكم الذاتي الحقيقي في نظر المجتمع الدولي هو “الحل الأكثر قابلية للتطبيق” لطي هذا النزاع إلى الأبد.

اليوم الأمة المغربية مُطوَّقة بالنصر، وملء الأفواه والاعتزاز، اليوم وقد دقت الأمم المتحدة آخر مسمار في نعش الانفصال، اليوم يحق لأبي حنيفة أن يمد رجليه، وأن يصدح ملء فاهه: الصحراء مغربية، وستظل مغربية. لقد انتصرت إرادة أمة، وانتصر منطق الدولة على منطق العصابات، وانتصر السلم والدبلوماسية عندما جنح إليهما المغرب، وانتصر الدفاع الشرعي عن النفس حينما استدعى الأمر ذلك.

إنه فتح جديد، كما وصفه ملك البلاد، نطل به على مستقبل زاهر لوطن توحدت أراضيه، وائتلفت قلوب أبنائه تحت الشعار الخالد: الله، الوطن، الملك.

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *