منير نافيع
احتضنت قاعة دار الشباب الوحدة بمدينة العيون، مساء الأحد 2 نونبر 2025، أشغال الندوة الوطنية التي نظمها المجلس الوطني السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء، بشراكة مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والهيئات المدنية والحقوقية، وذلك في إطار فعاليات المؤتمر الدولي الثاني تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.

وشهدت الندوة حضورا وازنا لعدد من ممثلي الهيئات الحقوقية والمدنية، وباحثين وأكاديميين وإعلاميين ورياضيين، إلى جانب فعاليات من المجتمع المحلي، مما أضفى على اللقاء طابعا فكريا وتفاعليا يجمع بين النقاش العلمي والتكريم الرمزي.
وتناولت المداخلات المقدمة خلال هذا اللقاء الوطني الأبعاد السياسية والتاريخية والإنسانية للمسيرة الخضراء، باعتبارها حدثا وطنيا بارزا أسس لمفهوم الوحدة الترابية في بعدها السلمي والشعبي، ورسخ صورة المغرب كدولة متجذرة في الشرعية التاريخية والسياسية.
وفي هذا السياق، أكدت الأستاذة فدوى نايم مديرة المؤتمر الدولي الثاني، أن الصحراء المغربية تشكل اليوم نموذجا لانتصار الشرعية التاريخية والسياسية، مبرزة أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة سنة 2007 تمثل حلا واقعيا ومتقدما حظيت بتأييد واسع من المجتمع الدولي، مما يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في تثبيت سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.

كما تميزت الندوة بتكريم عدد من الشخصيات الوطنية والرياضية التي كان لها دور بارز في خدمة القضايا الوطنية ونشر قيم التطوع والانتماء، اعترافا بمسارها في ترسيخ روح المواطنة والعمل الجماعي.
وقد تفاعل الحضور مع مضامين المداخلات، حيث أجمع المشاركون على أهمية استمرار تنظيم مثل هذه اللقاءات الفكرية والعلمية لما لها من دور في تعزيز الوعي الوطني لدى الأجيال الصاعدة، وتثمين القيم التي أرستها المسيرة الخضراء في وجدان المغاربة.

واختتمت أشغال الندوة بالتأكيد على التزام المجلس الوطني السامي لمتطوعي المسيرة الخضراء بمواصلة جهوده الرامية إلى صون الذاكرة الوطنية للمسيرة المظفرة، وتعزيز التعاون مع مختلف الشركاء المدنيين والمؤسساتيين من أجل ترسيخ روح التطوع والتعبئة الوطنية، تماشيا مع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفي ختام هذا الحدث الوطني الكبير، رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مجددين من خلالها تعبيرهم الصادق عن تعلقهم المتين بأهداب العرش العلوي المجيد، وتجندهم الدائم وراء جلالته لصون الوحدة الترابية للمملكة والدفاع عن مقدساتها وثوابتها الراسخة، سائلين العلي القدير أن يحفظ جلالته بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.


