زهرة الطاهري
في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها قطاع التعليم، سواء على مستوى صعوبة الفهم، غياب المتابعة الفردية، أو الفوارق المجالية بين المدن والبوادي، برزت منصة Schoolaris كأحد الحلول الرقمية الواعدة في مجال الدعم المدرسي.
المنصة، التي جاءت ثمرة خبرة تربوية تمتد لأكثر من 24 سنة في الميدان، لم تُنشأ كحل تقني فقط، بل استجابةً لحاجيات حقيقية عاشها التلاميذ والأسر لسنوات طويلة. فقد أظهرت التجربة الميدانية أن عدداً كبيراً من المتعلمين لا يعانون من ضعف في القدرات، بل من نقص في المواكبة الدراسية المنظمة، ومن صعوبة الولوج إلى مراكز الدعم، خاصة في الفترات المسائية التي تُثقل كاهل الأسر بالتنقل والمتابعة.
دعم مدرسي من المنزل وبمقاربة شاملة
تعتمد منصة Schoolaris على نموذج دعم مدرسي مرن، يمكّن التلميذ من التعلم من منزله، وفي الوقت الذي يناسبه. وتوفر المنصة نوعين من الدروس: دروس مسجلة تسمح بإعادة الشرح أكثر من مرة حسب وتيرة المتعلم، وحصص مباشرة تتيح التفاعل الفوري مع الأساتذة وطرح الأسئلة.
هذا النموذج لا يخفف فقط من عبء التنقل والتكاليف، بل يوفر بيئة تعليمية أكثر تركيزاً وراحة نفسية للتلميذ، مما ينعكس إيجابًا على أدائه داخل القسم.
إشراك الأسرة في المسار التعليمي
واحدة من أبرز النقط التي تركز عليها المنصة Schoolaris هي إشراك أولياء الأمور في تتبع المسار الدراسي لأبنائهم. إذ توفر المنصة حساباً خاصاً بأولياء الأمور، يتيح لهم مراقبة نتائج أبنائهم، نسبة الحضور والغياب (مبرر أو غير مبرر)، بالإضافة إلى الوقت الذي يقضيه التلميذ على المنصة. هذه المعطيات تمنح الأسرة رؤية دقيقة وواضحة، وتمكنها من التدخل المبكر لعلاج أي تعثر دراسي.
دمقرطة الدعم المدرسي وتكافؤ الفرص
تهدف Schoolaris إلى تعميم الدعم المدرسي وجعله في متناول جميع التلاميذ، سواء في المدن أو في المناطق القروية والنائية. فالمنصة تعتمد فقط على اتصال بالأنترنت، مما يسمح بالولوج إلى نفس المحتوى ونفس جودة الدعم، بغض النظر عن الموقع الجغرافي. وبذلك، تسهم في تقليص الفوارق التعليمية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين.
تعليم رقمي موجَّه لكل الأطفال دون استثناء
انطلاقاً من قناعتها بأن التعليم حق للجميع، خصصت منصة Schoolaris اهتماماً خاصاً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وللذين يعانون من اضطرابات نفسية أو صعوبات تعلم. وقد تم تطوير المحتوى التربوي بشراكة مع مؤطرين وأخصائيين نفسانيين مؤهلين، لضمان جودة التعلم وملاءمته للفروق الفردية، وتمكين كل طفل من الاستفادة من دعم مدرسي يحترم قدراته وإيقاعه الخاص.
إن التعليم الرقمي حل واقعي لتحديات التعليم فهو ليس خياراً ثانوياً، بل حلاً فعالاً لمجموعة من الإشكالات البنيوية التي يعاني منها التعليم التقليدي، مثل الاكتظاظ، ضعف المواكبة الفردية، وصعوبة تعميم الدعم المدرسي. ومن هذا المنطلق، تأتي منصة Schoolaris كنموذج ناجح لتوظيف التكنولوجيا لخدمة التعلم، وتحويل الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات إلى فرصة حقيقية للفهم والنجاح.
Schoolaris نحو مستقبل تعليمي أكثر إنصافاً
تطمح منصة Schoolaris إلى مواصلة تطوير خدماتها لتشمل مستويات ومواد إضافية، وتعزيز الدعم المباشر، وتوسيع برامج التربية الدامجة حتى يستفيد جميع الأطفال دون استثناء. رؤية المنصة واضحة: تعليم في متناول الجميع، دعم مدرسي فعّال، وتكافؤ حقيقي في فرص النجاح.
يمكن للمهتمين الاطلاع على خدمات المنصة عبر موقعها الرسمي: Schoolaris.com



