في أعقاب الفيضانات القوية التي شهدها وادي حفيرة بإقليم تنغير، والتي أسفرت عن فقدان أربعة أشخاص جرفتهم السيول، باشرت مصالح الدرك الملكي تدخلها الميداني منذ الساعات الأولى لوقوع الحادث، وذلك في إطار استجابة فورية ومسؤولة فرضتها خطورة الوضع وحساسيته الإنسانية.
ولتعزيز فعالية عمليات البحث، استعانت مصالح الدرك الملكي بأحدث الوسائل التقنية، من بينها الطائرات بدون طيار (الدرون) التي مكّنت من تغطية مساحات شاسعة ورصد النقاط الوعرة التي يصعب بلوغها ميدانياً، وكذا المروحية التابعة للمؤسسة التي ساهمت في تمشيط المجال الجغرافي الواسع وتنسيق عمليات البحث من الجو، إضافة إلى الفرق السينوتقنية (الكلاب المدربة) التي كان لها دور حاسم في تسهيل عملية الكشف عن الجثامين.
وقد تم تسخير مختلف الإمكانيات البشرية واللوجستيكية المتاحة، حيث عملت عناصر الدرك الملكي وعناصر القوات المساعدة بتنسيق وثيق مع السلطات المحلية وساكنة المنطقة على إطلاق عمليات تمشيط واسعة النطاق على طول مجرى الوادي والمناطق المجاورة، في ظروف مناخية صعبة اتسمت باستمرار التساقطات واحتمال تسجيل فيضانات جديدة.
كما تم تعزيز فرق التدخل بتعبئة تعزيزات مهمة من مختلف الوحدات المختصة، بما يعكس الجدية القصوى التي تعاملت بها المؤسسة مع هذا الحادث الأليم. وقد أسفرت هذه الجهود المشتركة، إلى حدود الساعة، عن العثور على جثتين من بين الضحايا، فيما لا تزال عمليات البحث متواصلة، رغم التحديات التي يفرضها سوء الأحوال الجوية وارتفاع منسوب المخاطر الميدانية.
وتشير المعطيات الأولية المتوفرة إلى أن الضحايا كانوا قد سلكوا مسالك غير معبدة تمر عبر مجاري مائية ومناطق وعرة، وهو ما زاد من مستوى الخطورة في ظل التقلبات الجوية الحادة وارتفاع منسوب السيول، الأمر الذي ساهم في وقوع هذا الحادث المأساوي


