استنزاف وحفر آبار بعين ذهبية بمدينة الحاجب يضرب في العمق خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش ويستدعي فتح تحقيق مع الجهات المسؤولة

موراد رحيوي

سميرة الداودي / صحيفة بلوس

حفر ثقب مائية قرب عين الذهيبة وسط المدينة رغم الخطابات الملكية التي تامر بمنع الإستغلال المائي السطحي وكذلك الفرشة المائية وبطريقة عشوائية…

تتعرض عين ذهبية بمدينة الحاجب لإستنزاف فاضح لمياهها خاصة منتصف الليل بشكل يثير معه الاستغراب أمام تجاهل ومعها الجهات المسؤولة بالإقليم..

هذا وقد تفجرت فضيحة إقدام بعض الجهات بالمدينه بعملية حفر آبار على مستوى عين الذهيبه و فوق منتجع عين خادم.. هذه العيون التي تعتبر المتنفس الوحيد للمدينة وكذلك لبعض الفلاحين الذين يستغلون مياه هذه العيون في الري.

وقد تقدم عدد من السكان وبعض فعاليات المجتمع المدني بالمدينه إلى رفع شكايتين إلى السيد مدير وكالة الحوض المائي لسبو – يتوفر الموقع على نسخ منها- يطالبون بالتدخل الفوري لإيقاف هذا النزيف الذي سيؤثر سلبا على العينين المذكورتين أعلاه.

وتفيد المعطيات و بكل استغراب، أن عملية الحفر تتم بعد 11 ليلا (هناك الفيديو يوثق هذه العملية) وهو ما جعل الساكنة تتساءل: “هل الجهة المعنية بهذا الحفر تتوفر على ترخيص من الحوض المذكور؟ وإن كانت تمتلك ترخيص، لماذا يتم الحفر ليلا؟ وبعلم السلطات المحلية وكل عيونها اليقظة..

وتجدر الاشارة إلى أن هذا الحفر فوق عين الذهبيه نتج عنه معاناة العين و هي أصلا تعاني من الجفاف الموسمي .
و حسب بعض المتابعين للشأن المحلي هذا الحفر للمدينة موجه لسقي مشروع عشب بقيمة الملايين من الدراهم من قبل الذين يريدون تبييضه على حساب عيون المدينة، وكذا على حساب جمعيات السقي المغلوب على أمرها..

ولهذا تطالب الساكنة من عامل إقليم الحاجب التدخل الفوري لإيقاف هذا النزيف، خصوصا وأن العالم أصبح اليوم يعاني من خصاص في الموارد المائية.
يحصل هذا النزيف للثروة المائية بإقليم الحاجب في وقت كان صاحب الجلالة نصره الله قد دعا إلى أخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول، لهذه المادة الحيوية…وأن “الحالة الراهنة للموارد المائية، تسائلنا جميعا، حكومة ومؤسسات ومواطنين، وتقتضي منا التحلي بالصراحة والمسؤولية في التعامل معها، ومعالجة نقط الضعف، التي تعاني منها”.

وفي سياق متصل ، شدد جلالته على أنه ينبغي ألا يكون مشكل الماء موضوع مزايدات سياسية، أو مطية لتأجيج التوترات الاجتماعية، معتبرا أنه “كلنا كمغاربة، مدعوون لمضاعفة الجهود، من أجل استعمال مسؤول وعقلاني للماء”. سيما حين حث صاحب الجلالة على “إحداث تغيير حقيقي في سلوكنا تجاه الماء”، مشيرا إلى أنه على الإدارات والمصالح العمومية، أن تكون قدوة في هذا المجال.

وتعتبر منطقة “عين ذهيبة” من بين أهم العيون المائية التي يزخر بها إقليم الحاجب، وهو ينبوع يقع وسط المدينة، بجوار الحامية العسكرية وعلى بعد أمتار قليلة من عين “خادم” المتواجدة بمنطقة الحاجب العليا، سيما وان إقليم الحاجب يعرف بتميزه بكثرة العيون مما يجعل منه مكان سياحي بإمتياز خصوصا السياحة الداخلية.

ويأتي هذا النزيف الذي تتعرض له عين ذهبية في وقت كانت قد عرفت إعادة تأهيل فضائها الي تم مؤخرا في إطار شراكة بين مجلس جهة فاس مكناس وجماعة الحاجب الذي كلفت اسعارها ماقدره ملياري سنتيما (18,4مليون من الجهة ومليوني درهما من الجماعة).

وهو ما يتطلب بحسب الفاعلين الاجتماعيين والمجتمعيين بمدينة الحاجب استحضاره أمام هذا التجاوزات المسجلة في عمليات هدر المياه والمال العامين معا.

مشاركة هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *