في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، أقدم المستشار الجماعي بجماعة عين السبيت، إقليم الخميسات، بوشتة بوعبيدي، على تكبيل نفسه بالسلاسل داخل مقر الجماعة، تعبيرًا عن رفضه لطريقة تدبير رئيس المجلس واحتجاجًا على الوضع المزري للجماعة، التي تفتقر إلى أبسط مقومات التحضر وتحقيق كرامة المواطنين والمواطنات، من خلال توفير الحد الأدنى من شروط العيش الكريم.
وتأتي هذه الخطوة بعد محاولاته المتكررة لفتح نقاش حول الأوضاع المتردية التي تعيشها الجماعة، والتي تعاني من التهميش وضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية، دون أن تجد مطالبه أي استجابة من الجهات المعنية.
وفي سياق متصل، وجّه المستشار رسالة إلى كل من وزير الداخلية، ورئيس النيابة العامة، ووالي جهة الرباط سلا القنيطرة، والوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وعامل إقليم الخميسات، ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرماني، يطالب فيها بفتح تحقيق في الخروقات التي تعرفها اللوائح الانتخابية بالجماعة.
وأوضح في رسالته أن هذه اللوائح لا تتطابق مع التقطيع الانتخابي المعتمد سنة 2015، حيث يتم تسجيل الناخبين بناءً على أسس عرقية وقبلية بدلًا من المعيار الجغرافي المنصوص عليه قانونًا، مشيرًا إلى أن 69% من اللوائح (9 دوائر من أصل 13) تعرف تجاوزات خطيرة. كما اتهم السلطة المحلية بالتستر على هذه الخروقات، مطالبًا بإيفاد لجنة تحقيق لإعادة النظر في هذه التجاوزات وضمان نزاهة العملية الانتخابية.
وتعد جماعة عين السبيت واحدة من الجماعات التي تعاني من التهميش وغياب التنمية، حيث تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية من طرق ومرافق عمومية، وتعاني ساكنتها من نقص في الخدمات الصحية والتعليمية، إضافة إلى غياب المشاريع التنموية التي من شأنها تحسين ظروف العيش ، كما أن تفاقم الوضع بسبب سوء التدبير وانعدام الشفافية في تسيير الشأن المحلي، جعل الساكنة تعبر مرارًا عن استيائها، دون أن تجد مطالبها أي صدى لدى الجهات المعنية.
وتأتي هذه الخطوة التصعيدية بعد سلسلة من التحركات التي قام بها المستشار، المنتمي إلى المعارضة، حيث سبق له أن أدلى بعدة تصريحات لوسائل إعلامية كشف من خلالها عن مجموعة من الاختلالات والخروقات في تدبير المجلس، ورغم ذلك، ظل الوضع على حاله دون أي محاسبة، مما دفعه إلى اللجوء إلى هذا الشكل الاحتجاجي داخل مقر الجماعة.
