إدريس دبلوزي
تعيش مدينة تامنصورت رغم حداثة نشأتها على وقع مجموعة من الإكراهات المرتبطة بغياب البنية التحتية الأساسية وعلى رأسها الفضاءات العمومية المخصصة للراحة والترفيه وفي هذا السياق يبرز منتزه الياسمين كالمتنفس الوحيد تقريبا داخل المدينة غير أنه يعرف وضعية مزرية تثير قلق واستياء الساكنة
يعاني المنتزه من غياب تام للإنارة العمومية مما يجعله مكانا موحشا ومخيفا خلال فترات الليل الشيء الذي يدفع العائلات للعزوف عن زيارته ويجعله عرضة للاستغلال من طرف المنحرفين هذا الوضع يطرح علامات استفهام حول دور المصالح المعنية في ضمان شروط السلامة داخل فضاء يفترض أنه مخصص للراحة والنزهة
كما أن مشكل النظافة حاضر بقوة حيث تنتشر الأزبال في مختلف أرجاء المنتزه في ظل غياب الحاويات أو قلتها وغياب تدخلات منتظمة لتنظيف الفضاء وصيانته ويزداد الوضع سوءا مع تكسر عدد من الأشجار داخل المنتزه سواء بفعل الإهمال أو نتيجة سلوكيات طائشة لبعض الزوار في غياب أي تدخل لإصلاح أو تعويض الأضرار
من جهة أخرى تسجل ظاهرة اقتحام الدراجات النارية للممرات الداخلية للمنتزه مما يشكل خطرا حقيقيا على الأطفال والعائلات ويحول المنتزه من مكان للراحة إلى فضاء مقلق وسط غياب تام لأي مراقبة أو منع فعلي لهذه التصرفات
وتطالب ساكنة تامنصورت خاصة القريبة من المنتزه بتوفير الإنارة العمومية بشكل عاجل وتنظيم حملات نظافة مستمرة وصيانة الأشجار وتعويض المتلفة منها إلى جانب منع دخول الدراجات النارية بوضع حواجز مناسبة وتوفير أعوان نظافة وحراسة دائمة
كما تؤكد الساكنة على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة وعلى رأسها المجلس الجماعي بشكل مستعجل وفعلي لوضع حد لهذا الإهمال الذي يطبع هذا المتنفس الوحيد داخل المدينة
ويبقى السؤال مطروحا هل ستتحرك الجهات المعنية فعليا لإنقاذ منتزه الياسمين قبل أن يتحول بشكل نهائي إلى نقطة سوداء تهدد سلامة وأمن المواطنين


