في ظل الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدد من المدن المغربية، والتي قادها شباب من “جيل زد” للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم، عاد النقاش في مدينة تامسنا إلى الواجهة بشأن مصير المشروع الجامعي المتوقف، والذي كان من المنتظر أن يضم ملحقة تابعة لجامعة محمد الخامس.
المشروع، الذي يُفترض أن يقرّب الجامعة من حوالي 43% من طلبة تمارة والصخيرات الموزعين حالياً على كليتي الحقوق بأكدال والسويسي، لا يزال يراوح مكانه رغم مرور نحو عشر سنوات على انطلاق الأشغال فيه. وقد بدأت عملية التشييد منذ سنة 2015 في عهد الوزير السابق لحسن الداودي، وجرى صرف أكثر من نصف مليار سنتيم على البنية التحتية، إلا أن الورش تحول اليوم إلى مبانٍ مهجورة أصبحت مرتعاً للمتشردين وفضاءً عشوائياً مهجوراً.
وحسب مصادر متطابقة، فإن المشروع لم يحظَ بالاهتمام الكافي من طرف الوزيرين السابق والحالي للتعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، ما زاد من حالة الغموض التي تلف هذا الملف، رغم أنه مشروع أكاديمي استراتيجي كان قد حظي بموافقة ملكية.
وفي سياق متصل، من شأن هذا المشروع أن يخفف العبء عن آلاف الطلبة القاطنين في تامسنا، عين عودة، عين عتيق، حي الصباح ومناطق أخرى مجاورة، حيث يواجهون يومياً صعوبات كبيرة في التنقل إلى المؤسسات الجامعية المتواجدة بالعاصمة الرباط.
وفي سؤال كتابي وجهته النائبة البرلمانية لطيفة لبليح عن حزب الأصالة والمعاصرة إلى الحكومة، أوضحت أن عدداً كبيراً من الطلبة يضطرون لقطع مسافات تفوق 30 كيلومتراً يومياً، ما يشكل عبئاً مادياً ونفسياً كبيراً على الأسر.
وأكدت النائبة أن ملحقة جامعة محمد الخامس بتامسنا قد شُيّدت وأصبحت شبه مكتملة منذ سنوات، إلا أنها لا تزال غير مستغلة ولم يتم افتتاحها بعد. وأشارت إلى أن هذا المشروع، في حال تشغيله، يمكن أن يُساهم بشكل كبير في تقليص الضغط على الكليات بالرباط، والتخفيف من الاكتظاظ، وتحسين ظروف التحصيل العلمي للطلبة.


